responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 464

بالمبادي، وعبّروا عن السعادات بمقدّماتها وأسبابها[1].

وعلى مثله جروا في ذكر الأخيرة من مراتب السعادة، حيث قالوا: هي أن تكون أفعال الإنسان كلّها أفعالًا إلهية، وهذه الأفعال هي خير محض، والفعل إذا كان خيراً محضاً فليس يفعله فاعله من أجل شي‌ء آخر غير الفعل نفسه. وعند ذلك تموت وتنهدر سائر دواعي طباعه البدني بسائر عوارض النفسين البهيميتين والتخيّل المتولّد عنهما، إلى آخر ما ذكروا في هذه المنزلة العصماء والمرتبة القعساء[2].

والذي أراه أنّ كون أفعال الإنسان على تلك الخاصّة والصفة إنّما هو من آثار السعادة وثمراتها ولوازمها ونتاجاتها، لا هي نفسها. وما هي إلّاوصول الموجود إلى أقصى مرتبة من الكمال ميسّرة له أو مستعدٌّ هو لها بعموم نوعه أو بخصوص ذاته. فإذا بلغ هذه المرتبة ترتّب عليها ذلك الأثر الذي ذكروا.

ولكن الذين نهجوا ذلك السبيل في هذه المباحث هم جهابذة علم الأخلاق، وتلك الطريقة من المعاني والتعاريف هي بفنّهم أشبه وإلى موضوع علمهم أقرب، فتلك أخلاقية، وطريقتنا فلسفية، ولكلٍّ وجهةٌ.

والغاية أنّ منتهى مراتب السعادة للإنسان: أن يحيى حياة لا موت بعدها، ويصحّ صحّة لا سقم معها، ويقدر قدرة لا عجز فيها، ويغنى غنى لا فقر معه، ويبتهج بهجة لا حزن معها، ويلذّ لذّة لا انقطاع لها ولا فتور فيها، ويقوى قوّةً لا ضعف بها ولا آخر لأوّلها.


[1] انظر نفس المصادر المتقدّمة.

[2] القعساء: العالية المرتفعة.( القاموس المحيط 2: 250).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست