responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 437

للنسخ الذي يقع مقارناً له، وهي صحف الحشر والنشر: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً»[1]، «وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ»[2]، «هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»[3].

فصفّ وهمك ولطّف فهمك، واعرف أنّ كلّ تلك الكتب والكتابات معرّفاتٌ لسعادتنا أو شقاوتنا، لا موجبات.

هذا مصاص القول وخلاصة الحقيقة، وعليه فاحمل كلّ ما ورد في كلمات صاحب الشريعة، مثل: قوله (صلوات اللَّه عليه): «اعلم أنّ الأُمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلّابشي‌ء قد كتبه اللَّه لك، ولو اجتمعت على أن يضرّوك لم يضرّوك إلّابشي‌ء كتبه عليك، رُفعت الإقلام وجفّت الصحف»[4] إلى كثير من أمثاله في الكتاب والسنّة المقدّسين.

أمّا الابتلاء والامتحان والتمحيص فهو إظهار ما كُتب علينا في القدر وإبراز ما أُودع فينا وغرز في طباعنا بالقوّة.

وتلك الوقائع والحوادث والآلام والمصائب والتكاليف الشاقّة تنمية غروسنا وتربية بذورنا وتكميل استعدادنا وتحصيل ثمراتنا.

ولو لم نُبتلَ ونُمحّص لما ظهرت تلك الغرائز والركائز التي في بذرة وجودنا


[1] سورة الإسراء 17: 13.

[2] سورة يس 36: 12.

[3] سورة الجاثية 45: 29.

[4] لاحظ: مسند أحمد 1: 293 و 303 و 307، سنن الترمذي 4: 667، المعجم الكبير للطبراني 12: 184، تفسير ابن كثير 7: 448، بأدنى‌ تفاوت.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست