responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 402

عليهم الويلات وآل بجمعهم إلى الشتات، وصيّرهم بالحالة التي تراها وتسمع بها اليوم!

كلّ تلك المنازعات- إلّاالطفيف- قد عملت فيها عوامل الشدّة ونظر الشنآن والحدّة، وعدم التروّي والأناة في تبلّغ المقاصد وتفهّم المرامي والغايات، حتّى بلغ الأمر إلى أوخم عاقبة وأسوأ مغبّة وأوبأ مباءة!

وإلى اللَّه المشتكى والرغبة في إدالة هذه الحال والنزوع عن تلك الضرائب، إنّه الحري بالإجابة إن شاء اللَّه.

أمّا مسألة البداء فهي من أوائل الأُمور المعقولة، وأجلى الحقائق الراهنة، وأبين النواميس الإسلامية، وأشرف النعوت الإلهية، وأعزّ الصفات القدسية.

هل البداء إلّاثمر حرّية الإرادة ونتاج إطلاق الاختيار والمشيّة الذي هو حقٌّ خصوصي لذات العزّة ومالك الملك على الحقيقة؟!

هل البداء إلّاأن لا تكون يد اللَّه مغلولة، وأن يكون كلّ يوم في شأن، وأن يتصرّف في ملكه كيف ما شاء وحيث ما أراد، وأن يكون الفيض منه دائماً والتصرّف متتالياً، فلا يكون فارغاً معطّلًا ولا منبوذاً مهملًا (تعالى اللَّه عمّا يقولون علوّاً كبيراً)؟!

يريد الإنسان أن تسلم له حرّية إرادته وطلاقة اختياره وتمشية مشيّته، ولا يكون ذلك للمالك الذي وهبه هذه الروح الحيوية التي هي إحدى مقوّمات الحقيقة الإنسانية!

يريد الإنسان أن يجعل نفسه حقيقاً بالتصرّف حرياً بحرّية الاختيار مطلق الإرادة، ويجعل باريه مقيّداً محدوداً لا فسحة له في التصرّف ولا حصّة له في التكوين والتدبير، ولا سبيل له إلى الإحداث والتجديد والتغيير والتبديل ذاهلًا

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست