responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 323

كيف! وهو بالوحي المبين صادع والروح الأمين إليه ذاهب وراجع.

لا، بل قد استكفى عن كلّ ذلك واستغنى بما لا تسعه العبارة من المكان المكين والمنزلة الحسنى ومقام قاب قوسين أو أدنى.

فما أمره بذلك إلّالتعليم العباد ودلالتهم على الحزم والسداد.

وما كلّ ولاة الأمر والسلاطين بذلك المقام المكين، ولا كلّ خليفة كعلي أمير المؤمنين.

وإذا أظهر الحاجة إلى الشي‌ء من هو الغني الكامل، فما أعظم حاجتنا إليه ونحن على ما نحن عليه من النقص والقصور والضعف عن نيل حقائق الأُمور وعواقب الدهور!

على أنّ هنا فائدة أُخرى ومزية لعلّها بالذكر أحرى، وهي: أنّا وإن كنّا نقول: بأنّ علوم ذوي العصمة لدنية غير محتاجة إلى طريقة التعاليم البشرية، ولكنّا لا نقول بأنّها جميعاً حضورية، بل كثير منها تدريجية كسبية، لها أسباب وطرق خاصّة غير الطرق المتعارفة..

وهي: الوحي مثلًا والإلهام، والرؤيا والمنام، ومحاورة الملائكة الكرام، وغير ذلك ممّا ليس القصد هنا بيانه.

ولكن لا يبعد أن يكون أحد الطرق مراجعة النبي أو الوصي أنفسهم لعظماء الأُمّة في خصوص ما يتعلّق بتدبير المملكة من السياسات ووقائعها المهمّة، ويكون مبدأ المبادئ (جلّ شأنه) قد جعل اليُمن والبركة في ذلك الاجتماع، فيلقي الصواب على لسان أحدهم، وينتقده صاحب الولاية والإمرة بقوّة حدسه وصحّة تمييزه وما أعطاه اللَّه من القوّة والكمال، فينفذه ويمضيه ويحكم به ويجريه، فيكون عرض الآراء عليه أحد طرق تنبّهه وإصابته للصواب كالوحي‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست