responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 313

يسير إلّاوقد بثّ ملكها بالعدل روح السعادة والرقي فيها، وأجرى عيون الحياة في مجاريها، وطبع على العدل بسيرته العادلة طباع جميع أُمرائه ووزرائه، وجمع على الصدق والأمانة أهواء سائر خزّانه وأُمنائه، وكال النصيحة والخلوص لكافّة نوّابه ووكلائه، وزرع في ضمائر رعيته زروع الإخاء والاتّحاد، ونثر في ألواح قلوبهم بذور الطاعة له والانقياد، وقادهم بأشطان‌[1] المحبّة والهوى إلى سبيل الهدى والرشاد.

وحين إذ يتوافق على العمل بالعدل الرئيس والمرؤوس، ويتطابق على لزوم المعاملة به السائس والمسوس، ويتعامل بميزانه الملك والرعيّة، ويتواصل بعنوانه السري والسريّة، وتنتقش برسمه الصحائف والألواح، وتنتعش باسمه الأشباح والأرواح، حتّى تعود الرعيّة جسماً والرئيس لها رأساً، لا بل حياةً ونفساً، لا بل عقلًا مدبّراً وحسّاً.

ذاك حيث يكون الرأس رأساً موافقاً، والجسم للرأس مطابقاً، لا كرأس جمل على جسم شاة، أو رأس شاة على جسم جمل!

فإذا كانت الحال على تلك الصفة فهنيئاً لتلك الأُمّة بالعيش الهني والشرف السني، والطالع السعيد والزمن الرغيد، والمجد المؤبّد والذكر المخلّد، والرُقي والسعادة والحسنى من اللَّه والزيادة، والعزّة والمِنعة والعلوّ والرفعة، والجموع والقوّة والسطوع والسطوة، وإذعان الممالك والأُمم وخضوع العرب لها والعجم، والعيش على الصدق والوفاء عيشة إخوان الصفاء على الموازرة والمعاضدة والمشاورة والمساعدة والمساواة والموازنة والمؤاخاة والمعاونة، في ثروة


[1] الشَطَن: الحبل. قال الخليل:( هو الحبل الطويل).( صحاح اللغة 5: 2144).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست