responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 297

الشرائع المقدّسة- باستفادة تلك المعارف من أهلها وطلبها من محلّها، واللَّه هو الموفّق والمعين: «وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»[1].

[كلمة ختامية في خلاصة مباحث التوحيد]

قف معي هنا هنيئة ريثما أُوفيك فلسفة تلك الفصول وخلاصة تلك الأبحاث:

وذاك: أنّك عرفت- حسبما قدّمناه لك- أنّ أصل الإيمان واليقين بوجود الصانع في الجملة أمر قد فُطرت طبائع البشر عليه، وانقادت بضرورة عقولها إليه، ولم تحتج فيه إلى إنزال الكتب وإرسال الرسل.

وليس من أجله وجب في العناية ذلك، بل ما وجدت في العالم أُمّة من الأُمم من بدء الخليقة إلى يومك هذا أنكرت الصانع أو جحدت به حتّى الطبيعيّون والدهريّون وعبدة الأصنام من المشركين وسائر الوثنيّين، فإنّ الجميع قالوا بثبوت قوّة مدبّرة لا تدرك بحقيقتها، ولا تتكيّف بكنهها، وأنّها هي التي تتصرّف في الكائنات على قوانين ملتئمة ونواميس منتظمة[2].

وكلٌّ يعبّر عن تلك القوّة بعبارة ويشير إليها بإشارة: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ»[3].

ولكن العباد- بعد العلم بتحقّقه وثبوته- إنّما ضلّت في طريق معرفته، وتاهت في سبيل عبادته وطاعته، وحارت فيما ينبغي له ويجب من الحمد


[1] سورة العنكبوت 29: 69.

[2] نُقل ذلك عنهم في: الحكمة المتعالية 6: 44، الإسلام والعقل 62.

[3] سورة لقمان 31: 25.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست