responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 274

أمّا على الأوّل فواضح، وأمّا على الثاني فلفقد كلٍّ منهما صفة الكمال التي في الآخر، وهي التي اختصّ بها وامتاز عن شريكه فيها، وإذا جاء النقص جاءت الحاجة والفقر والفاقة، وواجب الوجود بالذات يستحيل عليه تطرّق النقص من جميع الجهات، ويمتنع فيه فقد كمال من الكمالات، وإلّا لصار الواجب ممكناً، وهو فاسد فساداً بيّناً.

فإن حصل من جميع ما ذكرناه لك الإيقان ورسخ في قلبك الإيمان فاحمد الواهب المنّان، فإنّه (جلّ شأنه) هو المتفرّد بالفضل والإحسان، وإلّا- والعياذ باللَّه- فاجتهد في إصلاح نفسك وزكّها بالأخلاق الكريمة، فإنّي لا أظنّها إلّا محجوبة عن الصفاء ببعض الصفات الذميمة، وهو الذي عاقها عن بلوغ الكمال وأخرجها عن حدّ الاعتدال، واجهد في أن تنالك دعوة برٍّ من عباد اللَّه الصالحين في أن تسعك رحمته التي وسعت كلّ شي‌ء في العالمين.

وإيّاك والخوض في كتب القوم، فإنّها لا تزيدك إلّاشكّاً وحيرة، ولا تنتفع منها بحقيقة ولا صورة؛ إذ لا أظنّك تعثر على أنقح من تلك البراهين والإشارات، ولا أوضح من هاتيك العِبر والعبارات، واللَّه وليّ التوفيق والهداية.

ثمّ إن استيقنت ممّا ذكرناه عرفاناً وكملت إيقاناً بوحدانية واجب الوجود (جلّت عظمته) وعرفت معنى وجوب الوجود تحقّقاً وشهوداً لا تلقّفاً وتقليداً، يظهر لك عياناً ويستبين عندك وجداناً وجوب كونه (تقدّست آلاؤه) مستجمعاً لصفات الجمال والجلال والتقدّس والكمال.

[الكلام في صفات الواجب الثبوتية والسلبية]

ومن تلك الصفات ما اشتهر عند المتكلّمين من الصفات الثبوتية

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست