responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 272

الثالث: المجادلة بالتي هي أحسن.

وهو طريق البحث والجدل، لكن بالبراهين الحقّة والقضايا الصادقة، لا بالجدليات والمغالطات ونظائرها من الشعريات وغيرها، فإنّها لا تخرج عن الكذب والباطل وإن كانت مجادلة عن الحقّ، والحقّ أجلّ وأعلى من أن يأمر نبيّه بذلك.

فإذا اتّضحت طرق الأدلّة الإلهية لديك فنقول:

إنّ ما ذكرناه من التوصّل إلى وحدانيته (تعالى) بالتفكّر في آياته وإن أرجعناه وأتممناه بالدليل المسلّم وأعدناه إلى البرهان المحكم المفيد للجزم القاطع للخصم، ولكنّه على وجهه وتقريره الأوّل وقبل التعمّق والإغراق فيه يعدّ من طريق الموعظة الحسنة الذي يفيد العلم واليقين وإن لم يوجب الاقتدار على دفع شبهات المشكّكين.

وقد كان الغرض في هذه الوجيزة هو ذكر خصوص ما يوجب الاعتقاد الصحيح، ثمّ إذا حصل ما يقتدر به على دفع شبه الجاحدين وردّ المعاندين فذاك تفضّل من فضل اللَّه ونعمته وتوسّع في المعرفة من سعة رحمته.

وحينئذٍ فإن حصل لك الجزم واليقين بما ذكرناه من البراهين فنعم المطلوب، وإن أبيت إلّاعن الدليل الاصطلاحي على وجه لا يحتاج إلى طول تلك المقدّمة من التفكّر في المصنوعات والنظر في الآيات ويكون أقرب في الوصول إلى المقصود من ذلك الوجه وإن كان وجيهاً بحيث يكون على طريق المجادلة بالتي هي أحسن وقاطعاً للخصم وإن كان ألدّاً ألسن، فنقول بعون اللَّه (تعالى):

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست