و (أرشميدس)[1]،
وكثير من أضرابهم، سوى من عرفت من حكماء اليونان ومشاهيرهم[2].
ولكنّي
لا أنحو إلى نقل شيء من ذلك مهما كان فيه من الإقناع وواضح الحجّة، وإنّما أُريد
التنبيه على ما أجده أحرى من ذلك بالبيان ولو على الإشارة والإجمال.
ربّما
يقول الغرّ من الناشئة والطريف من الصبية: إنّه لو كان الدين والصانع الحكيم أمراً
راهناً وحقيقة جلية لما أنكره فلاسفة الغرب، وكيف تغيب عنهم تلك الحقيقة مع ما هم
عليه من الأفكار السامية والعقول الثاقبة والاختراعات الباهرة التي أدهشوا بها
العالم وكادت أن تكون إعجازاً ونبوّة؟!
يحسب
أُولئك الفتية أنّ جميع نوابغ الغرب وفلاسفتهم من المعطّلين والملحدين، مع أنّ
الواقع على ضدّ ذلك بتّاً، حتّى إنّ رئيس المعطّلة في هذه العصور الأخيرة (داروين)
الشهير الذي إليه تنسب (الدارونية) قد اعترف في بعض كلماته بالاضطرار إلى الاعتراف
بوجود تلك القوّة المدبّرة المجرّدة عن
[1] أرشميدس، عالم رياضيات ومخترع إغريقي، ولد ونشأ في
سرقوسة بصقلية.
من جملة اكتشافاته: نسبة قطر
الدائرة إلى محيطها، وقانون الوزن النوعي، والمنجنيق.
وقد كتب عدّة كتب في الهندسة
والفيزياء، وعرف الكثير عن خصائص الروافع.
قتل سنة 212 ق. م بأيدي الجنود
الرومان بعد الاستيلاء على سرقوسة.
( المنجد في الأعلام 36، الموسوعة
العلمية المبسّطة 5: 198- 199، تاريخ الحضارات العامّ 1: 527).