responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 231

والاشتراكية المطلقة، وبالأخصّ محو كلّ فضيلة، وحثّ الناس على كلّ رذيلة، وإبطال عامّة الشرائع والأديان.

ولمّا انتشر بين البشر ميكروب هذه الكروب وسرت في البلاد عدوى هذا الهواء الأصفر، تسمّمت العقائد بهذا السمّ الناقع وأزهقت هذه الروح الخبيثة تلك الروح الطاهرة (الدين)، فبعض جاهر بالإلحاد والزندقة، وهو الكثير أو الأكثر، وآخرون اعتنقوها من وراء ستار شفّت عنه خطّتهم الخاطئة ونبذهم نواميس الدين وراءهم ظهرياً.

والغرض أنّ بمساعي (الدارونيّين) والمادّيّين والعاكفين على أنقاض ضلالتهم ضعفت ثقة الناس عامّة- إلّامن شاء اللَّه- بالأديان عامّة، وطرحوا نيرها من أعناقهم، واستأمنوا مواقف العدل الإلهي ومقاوم الجزاء والقصاص والعقاب والحساب، وأطلقوا أنفسهم من تلك القيود، وخرجوا من هاتيك الحبوس، فهرعوا يركبون رؤوسهم إلى شهواتهم، يسحق بعضهم على بعض ويفترس قوم آخرين! القوي يحطّم الضعيف، والضعيف يقضم الأضعف، وخدّ الأرض- إذ ذاك- محمرّ خجلًا من دم الأبرياء وأشلاء الضعفاء، يحمرّ تارةً من دم أعراض تهتك، وأُخرى من دم نفوس بغير حقٍّ تُسفك. وبالحري أن يستكثروا من ذلك؛ إذ لا دار سوى هذه الدار (بزعم أُولئك)، ولا غاية لذّة وراء لذّاتها! ثمّ لا رادّ ولا رادع، ولا وزر ولا وازع.

إذا قال الديني للإنسان: خفّف من غلوائك واذكر موقفك يوم جزائك، قال له الداروني: هذا حديث خرافة وأقاصيص سخافة، لا تقف بنفسك عن غاية ولا تردّها عن شهوة، فإنّك ابن الطبيعة وعبدها، فاعمل بما توحيه إليك، فإنّ (الطبيعة مقدّسة)!

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست