responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 229

مندوحة في غيره خلواً من ضرره.

فما حرّمت الزنى‌ حتّى رغّبت في النكاح، وما حرّمت الربا والسرقة حتّى أحلّت البيع والتجارة، وما حظرت الخمر حتّى أباحت أُلوفاً من المشروبات الطيّبة مع سلامة العقل وإرفاد النشاط والقوّة.

ولكن إذا أمعنت النظر وضربت الفكرة في الأسباب والعلل وجدت من أقوى الدوافع والبواعث إلى ارتكاب تلك الجرائم ونشر هاتيك الشرور وسير النفوس البشرية على خطّة من الشقاء هي ضدّ العناية الإلهية، أقوى الأسباب والبواعث- إن لم أقل: إنّها السبب الوحيد- هي الروح الخبيثة التي بثّها المادّيون والملحدون في العالم من أبعد عهوده وإلى اليوم.

تنبعث العناية إلى رحمة العباد، فترسل (إبراهيم)، و (موسى)، و (عيسى)، و (محمّد)، فتتجسّد تلك الأرواح المطهّرة، وتتنازل هاتيك الأنوار المقدّسة، وتتهالك على إصلاح البشر وسنّ النواميس الشريفة فيهم، وتلاقي الألاقي وكلّ طاحنة القرى والفقار في سبيل ذلك، وريثما تدبّ نسمة الصلاح في العالم أو أوشكت يقوم مثل: (مزدك)[1]، و (ماني)[2]، و (فول الشميشاطي)،


[1] مزدك، داع فارسي ظهر في أواخر القرن الخامس الميلادي. دعا إلى الإصلاح الديني والثورة الاجتماعية، وبشّر باشتراكية الأموال والنساء، انتشرت دعوته في عهد قباذ الأوّل، ونتج عنها بعض الاضطرابات والفتن نحو سنة 529 م، فأعدمه كسرى أنو شيروان، وأعاد الزرادشتية. مذهبه المزدكية المخالفة للمزدية التي أصلحها زرادشت.

( المنجد في الأعلام 531).

[2] ماني، مؤسّس الديانة المانوية. ولد في بلاد فارس سنة 216 م، وزار الهند ليبشّر بديانته الجديدة، ثمّ استدعاه الملك شاهبور الأوّل، فرافقه في حملاته المتعدّدة. كان ماني رسّاماً وكاتباً ومخترعاً للكتابة المانوية. ومات في جندسابور سنة 273 م أو 277 م، بعد أن أعدمه الملك بهرام الأوّل. من مؤلّفاته: الرسائل، الفصول.

( المنجد في الأعلام 517، موسوعة أعلام الفلسفة 2: 448- 449).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست