responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 210

والثاني هو الجواب لا محالة.

إذاً فهل من سبيل- بعد هذا السبر والاستقراء والجولان العقلي والحركة الفكرية- إلّاإلى الخضوع والإذعان بأنّ هناك قوّة فعّالة وراء المادّة وجميع المادّيات؟!

وتلك القوّة هي روحية محضة لا اقتران لها بالمادّة ولا بغيرها من أيّ شي‌ء يفترض، أعني: أنّها وجود صرف لا تركيب فيها أبداً، حتّى لا يبقى مجال سؤال عند العقل عن سبب التركيب والانظمام فيه مع غيره، ولا يفترض فيه انفكاك عن الوجود حتّى يقال: من أوجدها؛ إذ بعد أن كان هو نفس حقيقة الوجود لم يعقل انفكاكه عن نفسه حتّى يتطلّب العقل الوصول إلى موجده والوقوف على علّته، وإيجاد الموجود ممتنع، فكيف بإيجاد ذات الوجود؟!

وهذا البرهان- بعد الاعتراف بأنّ هذه الكائنات حقائق موجودة- بسيطٌ جدّاً.

[في الوجود والعدم والسوفسطائية]

أمّا لو قال المماحك‌[1]: إنّي لا أُفرّق حتّى ولا بين الوجود والعدم ولا الموجود والمعدوم، فإن كان ممّن لا يعنيك أمره ولا سبيل لك عليه فدعه ورأيه، واتركه وشأنه، وقل كلمتك وامش، وابذل له ما عندك وامض، وإن كنت معنياً بأمره قميناً بتربيته مؤاخذاً بفساده مدفوعاً إلى صلاحه فابسط كفّك عند قوله: لا أُفرّق بين الموجود والمعدوم، واضرب بها جلدة وجهه ضربة منكرة! فإذا


[1] المماحك: اللجوج.( القاموس المحيط 3: 328).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست