responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 203

نواميس القواعد البديهية من أنّ الشي‌ء الواحد البسيط لا يكون فاعلًا ومنفعلًا ولا مؤثّراً ومتأثّراً؟!

نعم، المركّب قد يؤثّر بعضه في بعض كالإنسان، على أنّ الفاعل والقابل فيه وفي سائر المركّبات شيئان، كما لا يخفى.

ثمّ كيف أصلحت وهي غير صالحة، وأوجدت وهي غير واجدة، وهذّبت وهي غير مهذّبة، وانتخبت وهي المنتخَبة؟!

سلهم، ولا أحسبك تجد سوى السكوت جواباً منهم، أو إعادة نفس المدّعى وترديد تلك الألفاظ: الانتخاب الطبيعي، بقاء الأصلح، قوّة الجذب والدفع، وهلمّ جرّاً على هذا المجرى من الجعجعة التافهة والعبارات الفارغة!

لا أقول: إنّها فارغة بتاتاً خالية تماماً، ولكن الانتخاب الطبيعي أو بقاء الأصلح أو تفاعل العناصر أو كلّ ما هو من سبيل الطبيعيات، كلّ ذلك- حقّاً كان أم باطلًا صحيحاً في واقعه أم فاسداً على كلّ الفروض والأحوال- لا ربط له ولا علاقة ولا مسيس ولا دخالة في أنّ تلك المادّة لا موجد لها ولا مؤثّر فيها، وأنّ ذلك الانتخاب الذي لو كنّا نحسّ به ونراه والنشوء والارتقاء الذي لو سلّم في كلّ الكوائن سيره ومجراه لم يكن فيه دلالة على أن ليس له مُنتَخِب ولا وراءه مدبّر سوى نفسه، ولا أنّ المادّة هي المدبّرة وهي المنتخبة في مواليدها والمؤثّرة.

كلّ تلك الأُمور الطبيعية بمعزل عن تعيين هذه الجهات الإلهية.

الطبيعي يبحث عن خواصّ المادّة وآثارها وتراكيبها .. الطبيعي يبحث عمّا بعد الطبيعة وبعد تحقّق وجودها، لا عن ما قبل الطبيعة، وما قبل وجودها، وعمّن أوجدها.

والغرض أنّ مباحث الطبيعيات لا ربط لها أبداً بالإلهيات، ولكن هذا

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست