responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 196

خفي عليهم بعد أعظم..

يحكمون على ذلك كلّه بأنّه وجد صدفة[1]، وما هي- يا ترى- هذه الصدفة؟!

هل هي سوى تلك الكلمة الفارغة التي عرفت أنّها لا تقع إلّاعلى معنى مستحيل باطل الحقيقة والذات، يحكم عليه بالصدفة التي لا يحكم بها على أقلّ موجودات هذا الكون من عمارة دار أو غرس شجرة أو نتيجة صناعة.

ثمّ قل لهؤلاء الذين يزعمون أنّهم حلفاء العلم الناهجون على أمثلته المدّعون أنّهم لا يسيرون إلّاعلى مناره وأنواره، سلهم: أيّ دليل لكم على هذا الحكم والزعم بأنّ العالم قد وجد صدفة، أو لعلّما كانت هوساتكم هذه كوجوداتكم بزعمكم صدفة، وحياتكم كموتكم صدفة، ودخولكم جهنّم- إن شاء اللَّه- صدفة! ويا حبّذا لو خرستم صدفة، وعميتم صدفة، وكنتم تركتم الناس على مبادئها الصحيحة وأديانها الحقّة صدفة!!

ولا سبيل لكم إلى دفع شي‌ء من ذلك؛ إذ العالم كلّه عندكم صدفة في صدفة!!

حقّ للعلم أن يرثى وللمعارف أن تقام لها المآتم ويبكي عليها الباكون إن كان هذا سبيل العلم وتلك غاية المعرفة! إنّ أوّل من تنسب إليه هذه المقالة من الفلاسفة الأقدمين (ديموكريت)[2] وفي لسان حكماء العرب (ذيمقراطيس) المولود قبل الميلاد بأربعة قرون‌[3].


[1] راجع كلماتهم المنقولة في كتاب:( الإسلام يتحدّى) 72 وما بعدها.

[2] لاحظ: الشفاء( الطبيعيات) 1: 67، مبادئ الفلسفة 152، موسوعة الفلسفة 1: 507- 508.

[3] ذيمقريطس الأبديري، فيلسوف يوناني، سافر كثيراً، وأخبر أنّه قضى‌ خمس سنوات عند مهندسي مصر، وكان لوقيبوس معلّمه وصديقه.

ويقال: إنّه عاش في أثينا دون أن يلتقي بسقراط.

وبعد عودته إلى وطنه نذر نفسه كلّياً للفلسفة، فأسّس مدرسة أبدير.

من مؤلّفاته: تصرّف الحكيم، الكوسمولوجيا الكبرى، في جهنّم، مسائل في السماء، في الأفلاك، في الفضيلة.

توفّي سنة 370 ق. م.

والطبيعة لدى ديمقراطيس تتألّف من الفراغ والذرّة، وكلّ شي‌ء يترابط بفعل حتمية ميكانية لا تخطئ؛ الأجسام تولد من انصهارات الذرّات وتختفي بانفصالها.

والهدف من الأخلاق عنده هو السعادة، وقوامها التحرّر من الخوف، وسعادة العقل أهمّ من لذّة الحواسّ.

( دائرة معارف القرن العشرين 2: 523، الملل والنحل 2: 112- 114، موسوعة أعلام الفلسفة 1: 455- 456).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست