responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 183

أسبابها ومبادئها وسار رويداً دون العدو والوثوب، لانهدّ جانب كبير من تلك المنازعات والمجادلات التي ضخّمت بها الأساطير واتّسع فيها نطاق الصحف وصيّرت العلم بالحقائق أبعد من العيّوق‌[1] وأعزّ من بيض الأنوق‌[2].

ولكن هيهات، ولا يزالون مختلفين: «سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا»[3].

[الثالث: في الوجدانيات، وبيان مبادي الوجدان في الإنسان‌]

3- إنّك- وكلّ أحد- عرفت وتعرف كيف كان الإنسان في أوّل كونه من الجهل والسذاجة المطبقة، ثمّ يصير كلّما يشبّ ويترعرع يجد في نفسه أحوالًا وغرائز كأنّها كانت مكمّمة في برعمة نفسه ثمّ تفتّحت أكمامها وتفتّقت أزهارها وتأرّجت نفحاتها، ولكن من حيث لا يدري كيف وجدت، ومن أين إلى‌ أين وجدت، لا يعلم إلّاأنّها هي ذا وهي هكذا.

أوّل تلك الإحساسات والفطريات اندفاعه إلى البكاء عند طلب الغذاء وسكونه عند الشبع والرواء، ولم يكن تعلّم هذه الواسطة المفهمة من معلّم ولا تعرّفها من معرّف، ولا رأى غيره عليها فاحتذى مثاله واتّخذ منواله، بل فطرة وجدها من ذاته واندفع إليها من تلقاء نفسه ..


[1] العيّوق: كوكب بحيال الثريّا إذا طلع عُلم أنّ الثريّا قد طلعت.( العين للفراهيدي 2: 179). وهو مثل يضرب في المبالغة والتناهي.( جمهرة الأمثال 1: 238).

[2] هذا مثل حاله حال المثل السابق. والأنوق: الرخمة تبيض في أعالي الجبال، فلا يوصل إلى بيضها.( المصدر السابق 1: 238 و 2: 64).

[3] سورة الأحزاب 33: 62.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست