responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الجلي في أفضلية مولي المؤمنين علي المؤلف : ابن رُوَيش، عيدروس    الجزء : 1  صفحة : 66

الحديث الثالث عشر علي عليه السّلام يقاتل على تأويل القرآن‌

فيما أخبر النبيّ صلوات اللّه عليه و على آله قوما من الصحابة بأنّ من بينهم رجلا يقاتل المنافقين من بعده، كمقاتلته المشركين في حياته، غير أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقاتل على تنزيله- أي: للإقرار بأنّه منزل من عند اللّه- و يقاتل الرجل على تأويله.

فمن عظيم فضل هذه المنقبة المنيفة، و المكانة العزيزه الشريفة، تطاولت إليها الأعناق، و استشرفت لها النفوس، فكلّ يظهر للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وجهه، و ينصب له صدره، راجيا أن يقال له: أنت يا هذا،

فلم يملك شيخ المهاجرين أبو بكر نفسه، فانطلق لسانه قائلا: أنا يا رسول اللّه؟ فقال له: لا و لم ينثن قرينه عمر عمّا يطمع فيه، و إن رأى ما رأى ما بصاحبه من الخيبة، فقام قائلا: أنا يا رسول اللّه؟ فقال: لا، فلمّا رأى القوم عدم استحقاق من كان مثل الشيخين، و عادا خائبين، انقطع طمع الطامعين منهم في ذلك، و لم ينطق أحد منهم ببنت شفة، فسرعان ما صرّح النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقوله: بل خاصف النعل.

و يفيد مفهوم هذا الحديث أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد استناب الرجل الخاصف نعله في أداء ما افترض اللّه عليه، بقوله عزّ و جلّ‌ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ‌ الآية [التوبة: 73] فقام صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمجاهدة الكفّار و مقاتلتهم في حياته، و توفي قبل أن يقضي على المنافقين، فقام الرجل العظيم الفاضل على غيره، خاصف نعل خير من وطئ الثرى، بالنيابة عنه بعد وفاته في أداء ذلك الأمر العظيم، فقضى على المنافقين، فظهر مصداق قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من هذا الحديث الشريف الذي قد

اسم الکتاب : البيان الجلي في أفضلية مولي المؤمنين علي المؤلف : ابن رُوَيش، عيدروس    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست