responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 172

واللَّه لقد أمرتُ الناسَ أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلّافي فريضة، وأعلمتهم انَّ اجتماعهم في النوافل (بدعة)، فتنادى‌ بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الاسلام، غُيِّرت سنّة عمر! ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً، ولقد خفتُ أن يثوروا ناحية جانب عسكري، مالقيتُ من هذه الامة من الفرقة، وطاعة أئمة الضلال، والدعاة إلى النار؟ ..»[1].

فأمير المؤمنين عليه السلام ينص هنا على‌ كون الجماعة في نافلة شهر رمضان (بدعة)، وانَّ الجماعة لا تشرع إلّافي الفريضة، ونصَّ في صدر هذا الحديث أيضاً على‌ انَّ هذه الامور قد أصبحت بمثابة السنّة الثابتة في نظر عوام الناس على‌ الرغم من أنها لم تشرّع من قبل صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله و سلم، وانه عليه السلام كان يعاني من تمسك الناس بهذهِ البدع، وتركهم لسنة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، ولكنه عليه السلام يؤثر السكوت، ويفضّل الغض عن ذلك، خوفاً من وقوع الفتنة بين المسلمين، وحفظاً لمصلحة الاسلام العليا.

مداخلات:

ومن الغريب حقاً ماقامَ به صاحب كتاب (المغني) من محاولات متعسفة لتبرير هذه (البدعة) حيث يقول: «وإذا كان فيه الدعاء إلى الصلاة، والتشدّد في حفظ القرآن، فما الذي يمنع أن يعمل به على‌ وجه أنه مسنون؟»[2].

فهل انَّ الأمر المختلف فيه أمر ذوقي يمكن بشأنه الإرجاع إلى‌ حكم العقل البشري القاصر عن إدراك المصالح والمفاسد بأبعادها وتفاصيلها الغائبة عنه؟!


[1] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج: 5، ص: 193، ح: 4، وانظر: بحار الانوار للعلامة المجلسي، ج: 93، ص: 384، ح: 1.

[2] - نقله الشريف المرتضى‌ في الشافي في الامامة، ج: 4، ص: 217.

اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست