«عن
إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالقارئ أنَّه نظر الى ابن عمر وقد وضع يده على مقعد
المنبر حيث كان النبي يجلس عليه، ثم وضعها على وجهه»[1].
وروي
عن علي أمير المؤمنين عليه السلام أنَّه قال:
«قدِم
علينا أعرابي بعد ما دفنّا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بثلاثة أيام،
وحثا من ترابه على رأسه، وقال: يا رسول اللَّه! قلت فسمعنا قولك، ووعيت عن اللَّه
سبحانه فوعينا عنك، وكان فيما أنزل اللَّه عليك: (وَ
لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ ..)[2].
.. وقد ظلمتُ وجئتكَ تستغفر لي، فنودي من القبر:
ولكنّا
نرى أيضاً على الرغم من عمق انتساب هذا العمل للدين، وقوة ارتباطه بالتشريع قد
نُعتَ من قبل الكثيرين بالابتداع، وحاول البعض أن يصوّر زيارة مراقد أهل البيت عليهم
السلام، والدعاء عندها، والتبرك بها، عبادة لأصحاب هذه القبور، بهتاناً وزوراً
وافتراءً، وقلباً للحقائق، والتفافاً حولها، مع أنَّ الذي يطالع ويطّلع على لغة
الزيارة التي يلهج بها أتباع منهج أهل البيت عليهم السلام لهؤلاء الأبرار يلمس
الأدبَ الرسالي الرفيع، والروحَ التوحيدية الخالصة التي تطفح بوضوح من بين جنبات
هذه المقاطع الإسلامية الموروثة عن أهل البيت عليهم السلام أنفسهم بنحوٍ غالب.