والتي ندبت الى‌ زيارته صلى الله عليه و آله و سلم، والدعاء عنده، والتبرّك بقبره‌[1]، وكذلك أهل بيته الطاهرين عليهم السلام، باعتبار الاشتراك في الدوافع والآثار والمعطيات المترتبة على‌ هذا الاهتمام بينهم عليهم السلام وبين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، لأنَّهم يمثلون الامتداد الشرعي لموقعه الديني في الرسالة الاسلامية.

وكتُبُنا الحديثية المعتبرة مليئة بالروايات الصحيحة التي تحثّ على‌ هذا السلوك، وتوضِّح تعاليمه وآدابه وخصائصه التفصيلية الاخرى‌.

وأما الأحاديث فهي كثيرة منها ما رواه (البخاري) عن أبي جحيفة انَّه قال:

«خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بالهاجرة، فاتي بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به»[2].

وروى‌ (البخاري) عن الجعد أنَّه قال:

«سمعتُ السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي الى‌ النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقالت: يا رسول اللَّه، إنَّ ابن اختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثمَّ توضأ فشربت من وضوئه ..»[3].

وفيه عن (ابن سيرين) انَّه قال:

«قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي صلى الله عليه و آله و سلم أصبناه من قبل أنس، أو من قبل أهل أنس، فقال: لأن يكون عندي شعرة منه أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها»[4].

وفيه أيضاً عن (أنس) انَّه قال:

[1] راجع( الغدير) للأميني، ج: 5، ص( 86- 208)، باب زيارة مشاهد العترة الطاهرة، فقد روى‌ عن مصادر العامةاثنين وعشرين حديثاً حول زيارة قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم، ونقل كلمات أربعين علماً من أعلام المذاهب الأربعة حول زيارته صلى الله عليه و آله و سلم، وَبَسط الكلام في ذلك بالحجة البالغة، والقول السديد.

[2] - البخاري، صحيح البخاري، ج: 1، كتاب الوضوء، ص: 55.

[3] - البخاري، صحيح البخاري، ج: 1، كتاب الوضوء، ص: 56.

[4] - البخاري، صحيح البخاري، ج: 1، كتاب الوضوء، ص: 50- 51.