responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 70

ولا نرى اليوم أُمة في العالم يفصلها عن سائر الأُمم والشعوب دمها أو عنصرها. فهل يفصلنا- نحن الإيرانيين- عن سائر الأُمم والشعوب المجاورة دم أو عنصر مشترك؟ أم سوابق تاريخية وأوضاع حكومية وقانونية خاصّة! أفهل صحيح ما يرتأيه بعضنا: أنّنا من العنصر الآري والعرب من الدم السامي؟! أم ليس هناك الآن أي عين أو أثر لهذه العناصر والدماء بعد كلّ هذا الاختلاط والإمتزاج العجيب!.

والحقيقة: أنّ دعوى فصل الدماء والعناصر بعضها عن بعض ليست الآن أكثر من خرافة في القرن العشرين؛ إذ أنّ العنصر السامي والآري وغيرهما لم تكن منفصلة بعضها عن بعض إلّا فيما غَبِرَ من القرون السابقة قديماً. وأمّا الآن فقد حصل من الاختلاط والإمتزاج بينها ما لم يبقَ معه أي أثر من الكيان العنصري المستقل، فضلًا عن العين.

إنّ كثيراً من الناس في إيراننا اليوم من الذين هم بالفعل فارسيّون وإيرانيون وهم معترفون بذلك، إمّا هم عرب أو ترك أو مغول أو تتار أو بربر أو هنود أو زنوج أو ... كما أنّ كثيراً من العرب الذين يتشدّقون اليوم ب- «العروبة» بحماس شديد، هم من عنصر إيراني أو تركي أو مغولي أو غيرها من العناصر والدماء المختلفة، وإذا سافرتم الى المدينة المنوّرة أو مكّة المكرّمة لأداء فريضة الحجّ فإنّكم سترون أنّ أكثر أهاليها من أُصول هندية أو فارسية أو بلخية أو بخارائية أو من مكان آخر في العالم الإسلامي القديم، ولعلّ أن يكون‌هناك الكثير من‌الذين هم من سلالة كوروش أو داريوش هم الآن يتعصّبون «للعروبة» في بعض الدول العربية، والعكس أيضاً صحيح، فلعلّ أن يكون هنا الكثير من الذين يتعصّبون لإيران من نسل أبي سفيان.

وقد كان قبل سنين يحاول أُستاذ في جامعة طهران أن يثبت بالدليل أنّ يزيد بن معاوية كان إيرانياً خالصاً! فضلًا عن أولاده وذرّيته. إن كانت له ذرّية.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست