اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 391
تخصّصوا في
قراءة القرآن بصورة صحيحة وتعليمها للآخرين، وقد أقبل المسلمون على هؤلاء القرّاء
المتخصصين بحرص وولع شديدين في تعلّم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وكان هؤلاء
القرّاء المتخصّصون يروون قراءتهم عن النبيّ أو صحابته وكان لكلّ واحد منهم بدوره
تلامذة متخصّصون ترجم لهم أصحاب المعاجم والتراجم.
وامّا
ما هو السبب في اختلاف القراءات؟ وهل كانت هذه القراءات المختلفة موجودة حتى على
عهد الرسول الكريم أم لا؟ وعلى الأوّل فهل كان ذلك بإذنه (ص)؟ و بعبارة أُخرى: هل
كانت هذه الكلمات أوحيت إليه (ص) كما هي عليه الآن باختلاف القراءات؟ أم أنّ سبب
اختلاف القراءات هو ما يظهر في سائر الكتب من اختلاف نقل الرواة؟ ... فهذا موضوع
يجب أن يبحث على حدة. والذي يسلّم به المسلمون هو أنّهم كانوا يبذلون منتهى
مساعيهم كي يقرأوا القرآن كما كان يقرأه الرسول الكريم (ص)، ولذلك فهم كانوا
يتعلمون قراءته عند من تعلّمه عند الرسول مباشرة أو بالواسطة.
بدأ
القرّاء بتعلم فنّ القراءة من أساتيذهم ومعلميهم شفاهاً وحفظاً في الصدور و
يعلمونه تلاميذهم كذلك، ثم كتبوا كتباً فيذلك.
وادّعى
بعضهم أنّ أوّل من ألف كتاباً في علم القراءة هو أبوعبيد قاسم بن سلّام المتوفّى
في سنة (224 هجرية). وهذا مردود؛ فإن حمزة بن حبيب من القراء السبعة وهو من الشيعة
كان يعيش قبل أبي عبيد بقرن، وقد ألّف كتاباً في فنّ قراءة القرآن الكريم ... كما
حقق ذلك العلامة الكبير آية الله المرحوم السيّد حسن الصدر واستشهد لذلك بكلام ابن
النديم في الفهرست وكلام النجاشي في الفهرست. بل إنّ أوّل من دون علم القراءة كما
ذكر هؤلاءهو أبان بن تغلبمن أصحابالإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ص).
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 391