responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 389

بالحظ الوافر وتفننوا في الصناعات والعلوم- تشوّقوا الى الإطلاع على العلوم الفلسفية بما سمعوه من الأساقفة والقساوسة، وهان عليهم ذلك بالإسناد الى الحديث النبوي القائل:

«الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها ممن سمعها، ولا يبالي من أي وعاء خرجت»

وقوله:

«خذوا الحكمة ولو من ألسنة المشركين»

و

«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة»

و

«اطلبوا العلم من المهد الى اللحد»

و

«اطلبوا العلم ولو بالصين»

[1].

ويقول الدكتور زرّين كوب:

«إنّ التشويق الأكيد الذي كان يقوم به الإسلام في التوجه الى العلم والعلماء كان من عمدة العوامل في تعرف المسلمين على الثقافة والعلوم الإنسانية؛ إنّ القرآن الكريم كان يدعو الناس مكرراً الى التفكر والتدبّر في أحوال الكائنات والتأمل في أسرار آيات التكوين، وكثيراً ما كان يشير الى تفضيل أهل العلم ودرجاتهم، وقد عدّ في مورد من آياته شهادة «أُولي العلم» تاليةً لشهادة الله والملائكة، وقد قال الإمام الغزّالى: كفى بهذا في نبل العلم و فضل أهله. أضف الى ذلك أنّ هناك أحاديث كانت تروى بمختلف الأسانيد تحكي عن تكريم العلماء وأهل العلم، فهذه الأحاديث وإن كانت مورد البحث والاختلاف صدوراً ودلالة ولكنّها لا شكّ كانت من الامور التي أوجبت مزيد رغبة المسلمين في العلم والثقافة، ودفعتهم الى التأمّل والتدبّر في أحوال الكون والتفكّر والفحص عن أسرار الكائنات. أضف إلى ذلك أنّ رسول الإسلام كان يرغّب المسلمين في طلب العلم عملًا، فضلًا عن القول، فقد حرّر كلّ من علّم عشرة من أبناء المسلمين في المدينة القراءة والكتابة، وهو الذي أمر زيد بن ثابت بتعلم العبرية أو السريانية أو كليهما، فهذا الترغيب هو الذي أوجب إقبال أصحابه على طلب العلوم، فقد تعلم ابن عبّاس كتب التوراة والإنجيل على ما هو مشهور، وألمّ عبدالله بن عمرو بن العاص بالتوراة ووقف على السريانية. إنّ‌


[1] تاريخ التمدّن الإسلامي 153: 3.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست