responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 384

وأنّ ذلك إنّما شاع بعد توسّع الإسلام ولأنّهم رووا في ذلك أحاديث توصي بالتأليف والتصنيف عن النبيّ الكريم.

يقول جرجي زيدان:

«إنّ الخلفاء الراشدين كانوا يخافون الحضارة على العرب، لئلا تذهب بنشاطهم و بداوتهم. ولذلك منعوهم من تدوين الكتب، لأنّ‌علومهم في أوائل الإسلام كانت قاصرة على القرآن والتفسير ورواية الأحاديث، ونظراً لقلة الاختلاف ولسهولة المراجعة والاستفتاء من ثقات الصحابة والتابعين، لقرب عهدهم من صاحب الشريعة كانوا في غنىً عن تدوين تلك العلوم .. فلما انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرقت الصحابة في الأقطار وحدثت الفتن واختلفت الآراء وكثرت الفتاوى والرجوع إلى الكبراء، اضطروا الى تدوين الحديث والفقه وعلوم القرآن، واشتغلوا في النظر والاستدلال والاجتهاد والاستنباط، وتمهيد القواعد والأُصول وترتيب الأبواب والفصول، فرأوا ذلك مستحباً فعمدوا الى التدوين ورجعوا الى حديث رواه أنس بن مالك وهو قوله (ص):

«قيدوا العلم بالكتابة»

وقوله:

«العلم صيد والكتابة قيد» ...[1].

إنّ ما ينسبه جرجي زيدان إلى الخلفاء الراشدين كذب محض، فلم يكن هناك خوف من التمدّن والحضارة ولا خوف من الكتابة والتدوين التي اعتبرها جرجي زيدان جزءاً من ذلك. وإنّما الذي كان هو منع صحابة الرسول عن الخروج من المدينة واستيطانهم في بلد آخر، ومنعهم عن كتابة الأحاديث النبوية فحسب. وهذان إنّما هما من الخليفة الثاني عمر لا من جميع الخلفاء الراشدين كما يقول. وقد ذكر في أقدم كتب التاريخ- كما نعلم- اختلاف وجهة نظر الإمام عليّ (ع) وآخرين من الصحابة من جانب مع عمر وآخرين من الصحابة من جانب آخر حول مسألة كتابة الحديث. وسنتكلم في هذا الموضوع فيما يأتي إن شاء الله تعالى. وقد نقض الإمام‌


[1] تاريخ التمدّن الإسلامي 55: 3- 56 ط. د. حسين مؤنس.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست