اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 383
وإنّ جناح
المصاحف الموجود الآن في متحف الروضة الرضوية بما يشتمل عليه من مصاحف مذهّبة
منقوشة بنقوش جذّابة، علامة بارزة على علاقة هذه الامة بهذا الكتاب المقدس.
إنّ
الحركة العلمية والثقافية الإسلامية بدأت على النحو الذي ذكرناه.
والآن
نبحث بشأن المشتركين في هذه الحركة العلمية والثقافية.
إنّ
أكثر الآثار العلمية التي نقلت وتُرجمت من خارج العالم الإسلامي وإن كان من غير
إيران، إلّا أنّ أكثر الآثار الإسلامية سواء في العلوم الدينية أو غيرها كانت من
مساعي المسلمين الإيرانيّين، وهذا هو فخر وميزة المسلمين الإيرانيّين على العهد
الإسلامي.
يقول
إدوارد براون: «نحن إذا أخرجنا ما كتبه الإيرانيون ممّا عُرف باسم العرب والعلوم
العربية من التفسير والحديث والإلهيات والفلسفة والطب واللّغة وتراجم أحوال الرجال
وحتى الصرف والنحو، إذا اخرجناه من سائر ما كتبه غيرهم، نكون قد اخرجنا أحسن ما
كتب من هذه العلوم»[1].
نحن
لا نريد أن نبالغ ونغض الطرف عن حقوق المسلمين غير الإيرانيّين، فإنّ التمدّن و
الثقافة الإسلامية ليست ملكاً لقومية خاصة بل هي لعامّة المسلمين، ولا يحقّ لأيّ
امة- من العرب وغيرهم- أن يسجلوها باسمهم. ولكن كما قلنا سابقاً يحقّ لأي أُمة أن
توضّح ما اسهمت به في هذه الثقافة والحضارة.
متى
بدأ التدوين والتأليف؟
لا
يدّعي المستشرقون وأتباعهم وأذنابهم عدم شيوع التدوين والتأليف في صدر الإسلام
علىعهد الخلفاء الأوائل بل يدعون أن ذلك كان ممنوعاً (شرعاً!) ويستندون فيذلك
إلى كلمات كانت تروى عن رسول الله (ص) في المنع عن الكتاب والتأليف،