responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 241

الثنوية المانوية

كان البحث الى هنا في ثنوية زرادشت، وقد سبق القول إن كان إذّاك دينان آخران هما: دين ماني، ودين مزدك، وهماثنويان أيضاً. ونقول: إنّ ثنوية ماني أصرح من ثنوية زرادشت، وأنّ ثنوية مزدك هي ثنوية ماني باختلاف يسير. والشهرستاني في كتابه «الملل والنحل»[1] ينسب الثنوية الى‌ماني‌لا زرادشت. وقد حقق المستشرقون في العصر الأخير تحقيقات كثيرة حول ماني ودينه. ولكي نعطي نموذجاً من هذه التحقيقات ننقل هنا مختصراً من كلمات الأُستاذ تقي زاده أحد أوائل المحققين في هذا الموضوع إذ يقول:

«... إنّ دين ماني يبتنى على أصلين هما: الخير والشر، أو النور والظلمة، وعلى أدوار ثلاثة هي: الماضي والحال والاستقبال. إنّ أصل الوجود ومنشأهُ في هذا الدين وجودان: أحدهما النور والآخر الظلام. وقد أطلقت المصادر الفارسية على هذين الاصلين «دوبُن» و كان هذان الأصلان في الأزل وقبل حدوث خلقة الدنيا منفصلَين ومستقلَين ومنفكَين أحدهما عن الآخر، ويسمّيهما المانويون بلحاظ حالهما إذّاك: الماضي، وكان نفوذ النور في العالم العلوى والى الشرق والغرب والشمال، والظلمة في العالم السفلي والى الجنوب، وهما وإن كان بينهما حدود مشتركة إلّا أنّ بينهما فاصلًا كبيراً بحيث لم يكن بينهما اتصال أبداً. وتفيد بعض كلّماتهم أنّ قسماً من الجنوب أيضاً كان من منطقة نفوذ النور، وعلى هذا تكون منطقة نفوذ النور أوسع من الظلمة بخمسة أضعاف. وكان كل من هذين الأصلين ساكنين على حالهما في مقرهما. وكان لعالم النور جميع الصفات الحسنة ويسوده النظام والسلام والوئام والسعادة والثقافة. وكان يسود عالم الظلام فقدان النظام والوسخ والاضطراب! ويدعونها أحياناً بالشجرتين: إحداهما: شجرة الحياة والأُخرى شجرة الموت. ويسود عالم النور أبو العظمة، ويسود عالم الظلام ملك الظلام. وإنّ منطقة نفوذ النور تتشكل‌


[1] الملل والنحل 51: 2 وص 77 ط مصر 1317 ه-

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست