responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 184

الدين المسيحي‌

إنّ مسألة ظهور الدين‌المسيحي في‌إيران، والضغط عليه أحياناً، ومقاومة المسيحيين ونفوذ هذا الدين في إيران الى حد التأثير حتى على البلاط وحتى مال إليه بعض السلاطين الساسانيين في أواخر عهدهم، وحتى اعتنقه كثير من البيوتات الزرادشتية الأصيلة والعريقة ... لهي قصص من التاريخ تستهوي الأفئدة وتستدر العبرة، وهي في الوقت نفسه علامة على ضعف دين زرادشت في أوساط الإيرانيين آنذاك، على رغم قدرة رجاله في إيران.

بحيث نستطيع القول بأنّه لو لم يأتِ الإسلام الى إيران لكانت المسيحية تعم جميع نواحي هذا البلد، ولكان دين زرادشت يتحطم على يد المسيحية، كما أن ديني المانوية و المزدكية اللتين كانتا قد ظهرتا في أوساط إيران كانتا تُعدان مناوئين شديدين لدين زرادشت ولهذا فالزرادشتية كانوا يضمرون له حقداً شديداً، ولهذا أيضاً كان الزرادشتية يعادون المانوية والمزدكية وحتى المسيحيين أكثر من المسلمين، وكثيراً ما نرى في التاريخ أنّ الزرادشتيين ولا سيّما رجال دينهم يساعدون المسلمين على المانويين والمزدكيين. ومن ناحية أُخرى نرى أن المسيحيين في إيران كانوا يفضّلون المسلمين على الزرادشتية، وذلك على أثر الأذى والمذابح العامة التي كانوا قد رأوها من قبل الزرادشتيين (على عهد شاهپور الثاني).

إنّ نفوذ المسيحية الى إيران وانتشارها فيها كان طبيعياً؛ فقد كتب كريستن‌سن عن سبب ظهور المسيحية في إيران يقول: «حينما استخلف أُسرة الساسانيين بعد الأشكانيين، كان للمسيحيين مركز تبشيري مهم في بلدة «الرها» (في آسيا الصغرى- تركية-) ... وفي الحروب الكبرى التي‌قامت بين إيران والروم أسكنت الدولة الإيرانية أسراها في النواحي البعيدة عن إيران المركزي، وكان ملوك إيران حينما يجهزون جيوشهم الى سورية (أو تركية) أحياناً يُرحّلون معهم في منصرفهم من هناك أهل المدينة أو قرية أو ناحية بكاملها من محلهم الى إحدى النقاط الداخلية؛ و حيث كان‌

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست