اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 111
تنبيهان
الأوّل:
في دور انتخاب الشعب
أمّا
انتخاب الأُمّة و رأيهم فلا شك في عدم دخله في أصل مشروعية الولاية للفقيه الجامع،
بل إنّما تنوط مشروعيتها بمدلول الأدلّة المعتبرة السابقة بيانها بالوجوه و
التقاريب المختلفة.
بل
إنّما يكون لرأي الأُمّة و انتخابهم دور أساسي لفعلية ولاية الفقيه و إتمام الحجّة
عليه لتصدّي قيادة الأُمّة و زعامتهم العامّة و الحكومة على أساس الشريعة. كما
وجّه بذلك أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) توجّه هذا التكليف إليه بقوله (عليه
السّلام)
لولا
حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر .. لألقيت حبلها على غاربها ..[1].
و
ذلك لوضوح أنّ القدرة على الحكومة و إعمال الولاية لا تتيسر بدون رأي الأُمّة و
انتخابهم و مساعدتهم.
فالحاصل:
أنّ مجرّد قابلية الفقيه لتصدّي الحكومة و توفّر شرائط الفقاهة و الولاية لا يكفي
لتوجه التكليف بذلك إليه ما دام لم تحصل موافقة الأُمّة و تأييدهم له؛ فإنّ من
البناء المتسالم عليه بين العقلاء من جميع الملل ابتناء القيادة و الرياسة على
آراء عامة الناس، بل هو أمر وجداني واضح.
و
عليه تتفرّع فعلية ولاية الفقيه و توجه التكليف إليه في تصدي الحكومة على رأي عامة
الناس و انتخابهم من دون دخل لذلك في أصل ثبوت الولاية للفقيه؛ فإنّه ثابت له
بضرورة المذهب، بل الدين، و بالنصوص المتظافرة. بل لو كان لرأي