responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسلك الوهابية في موازين العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 20

أولياء لا نعبدهم إلّاليقربونا إلى اللَّه زلفى‌».[1] وقال‌ (تعالى‌) في بيان عجز معبودهم: «أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها أم لهم أعْينٌ يبصرون بها، أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركائكم ثم كيدونِ فلا تنظرون».[2]

والشرك المشار إليه في هذه الآية إنّما هو الشرك في العبادة حيث كانوا يعبدون الأصنام ويقولون: إنّما نعبد هم ليقرّبونا إلى اللَّه زلفى.

وفي هذه النوع من التوحيد- أعنى التوحيد في العبادة- مباحث نافعة ينبغي تحقيقها.

ما هو ملاك الاستحقاق للعبودية؟

التوحيد في العبودية؛ بمعنى عدم استحقاق أحد لأن يُعبد إلّااللَّه تعالى. والسر في ذلك أنّ المالك الذي يوجب هذا الاستحقاق ويسبّب ذلك إنّما هو الربوبية وإعطاء النعم الأصلية، وهي الحياة والعقل والحواس والغرائز. وذلك منحصر في اللَّه تعالى؛ لأنّه الذي يربّي الإنسان بل كل موجود بحفظه وصيانته من كل آفة وتوفير كل ما له دخل في رشده وكماله في طول حياته وإعطاء جميع النعم الأصلية إيّاه. وبهذين الملاكين- أعني بهما الربوبية والمُنعمية بالنعم الأصلية- يحكم العقل باستحقاق واجدهما لأن يُعبد ويُطاع.

وحاصل الكلام: أنّ التوحيد في العبادة يبتني على استحقاق المعبود للعبودية بغاية الإنعام، وهي الإنعام باصول النعم المنتهية إليها جميع النعم، أو بملاك الخالقية. وهذان الملاكان منحصران في ذات الباري تعالى.

ملاكات‌الاستحقاق للعبوديةمن منظر الآيات‌

قد أشار القرآن الكريم إلى ملاكات الاستحقاق للعبودية في عدّة آيات.

ومن ذلك قوله تعالى: «يا أيّها الناس اعبدوا ربّكم الذي خلقكم والذين من قبلكم»[3] فإنّ قوله: «ربّكم» وصف مشعرٌ بالعلّية للأمر بالعبادة. وقوله: «الذي خلقكم» أيضاً قيد يفيد دخل إعطاء نعمة الحياة في الأمر بالعبادة.

وقوله: «ذلكم اللَّه ربّكم لا إله إلّاهو خالق كلّ شى‌ءٍ فاعبدوه»[4].

وقوله تعالى: «إنّ اللَّه هو ربي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم»[5]. وإنّما تكون الربوبية بالهداية التكوينية، كما دلّ عليه قوله: «ربّنا الذي أعطى كلَّ شي‌ءٍ خلقه ثم هدى»[6] أي هداه تكويناً إلى استمرار الحياة والبقاء.


[1] سورة الزمر: الآية 3.

[2] سورة الأعراف: الآية 194- 195

[3] البقرة: 21.

[4] الأنعام: 102

[5] مريم: 36.

[6] طه: 50

اسم الکتاب : مسلك الوهابية في موازين العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست