اسم الکتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 65
التصديق و
الفكر، بديهياً كان أو نظرياً كعلم الانسان بوجود الأشياء
بقصورها
بعد رؤيتها، حال غيابها و عدم مشاهدتها و لا حضورها، و
من
هذا القبيل علمه بأن الأربعة زوجٌ و الثلاثة فردٌ و الكل أعظم من الجزء
و
استحالة اجتماع النقيضين و نحو ذلك من القضايا البديهية و النظرية،
بلا
فرق بين المعقولات الاولية و الثانوية.
و
العلم بوجود الواجب بالذات حصولي؛ لما عرفت من ضابطته. و لا
يكون
حضورياً على بعض التقاريب، كعلم المعلول بوجود علته؛ نظراً
إلى
كون علم الانسان- مثلًا- بافتقاره الذاتي حضورياً، فكذلك علمه
بوجود
علّةٍ له غنية بالذات. بل حصوليٌ؛ لاحتياج إثبات ذلك إلى توسط
كبرى
عقلية، و هي لزوم انتهاء كل مفتقرٍ بالذات إلى غنيٍّ بالذات و هكذا
ساير
التقاريب.
و
أما علم أميرالمؤمنين عليه السلام الذي أخبر عنه بقوله عليه السلام:
«ما كنت أعبد ربّاً
لم
أره»[1]،
فلم يحصل من طريق الاستدلال، بل إنّما هو علم مُفاض
بالاشراق
مختص بمثل أميرالمؤمنين عليه السلام، و ذلك علم حضوريٌ.
[1]-/ رواه الكليني في الكافي و
الصدوق في التوحيد بطريقين عن أبي عبداللَّه عليه السلام: جاءخبره إلى
أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه فقال: يا أميرالمؤمنين هل رأيت ربّك حين عبدته؟
قال: فقال: ويلك ما كنت أعبد ربّاً لم أره؛ قال: و كيف رأيته؟ قال: ويلك لاتدركه
العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان»./ الكافي: ج 1، ص 98،
ح 6 و التوحيد: ص 108، ح 6/ الأمالي للصدوق: ص 423.
اسم الکتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 65