واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموالى، و في معنى المفعول أي
الموالى، يقال للمؤمن هو فلى اللَّه عز و جل و لم يرد مولاه، و قد يقال: اللَّه
تعالى ولى المؤمنين و مولاهم». وقال الصدوق: «المولى معناه الناصر
ينصر المؤمنين و يتولّى نصرهم على عدوّهم و يتولّى ثوابهم و
كرامتهم، و ولى الطفل هو الذي يتولّى إصلاح شأنه. و اللَّه ولى المؤمنين
و هو مولاهم و ناصرهم، و المولى في وجه آخر هو الأولى، و منه قول
النبى صلى الله عليه و آله: «من كنت مولاه فعلى مولاه» و ذلك على إثر كلام قد تقدمه و هو
أن قال: «ألست اولى بكم منكم بأنفسكم، قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: من كنت
مولاه أي من كنت اولى به منه بنفسه فعليٌ مولاه» أي اولى به منه
بنفسه».[1] و المتحصّل من مجموع كلماتهم، أنّ أصل «الوَلّى» و
«المولى» الولى، و هو بمعنى القرب و التتابع.
و لفظ «الولىّ» إذا وصف به الباري سبحانه يكون بمعنى متولّى
أمور المؤمنين و متصدى اصلاح شؤونهم و معينهم و ناصرهم. و
يشهد لذلك قوله (تعالى): «إنّ وليّى الذي نزّل الكتاب و هو يتولّى
الصالحين».[2]
و لفظ المولى: عند ما يوصف به اللَّه يكون بمعنى المُحب الناصر، و
[1]-/ التوحيد: ص 212.
[2] -/ الأعراف: 196.