باحداثه، و لمّا تعلّقت مشيئته بحدوثها وقعت كما هي واقعة.
كما يشهد لذلك قوله (تعالى): «و لو شاء اللَّه لجعلكم أمّة واحدة و لكن
ليبلوكم فيما آتاكم»،[1] و قوله (تعالى): «و لو شاء اللَّه ما اقتتلوا و لكن اللَّه يفعل
ما يريد».[2]
بل أخبر سبحانه في بعض الآيات بأنّ أمره يبتنى على إناطة أفعاله
بمشيته و إرادته، كقوله: «إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون»،[3] و
هذه الآية و نظيرها صريحة في أنّ المشيئة و الارادة من أفعاله، لاعين
ذاته. و قد سبق في أول هذا الكتاب عن البحث عن ارادته (تعالى) أنّها و
المشيّة واحدة. و هما من صفات الفعل. و قد استدللنا على ذلك هناك،
فراجع.
[1]-/ المائدة: 48.
[2] -/ البقرة: 253.
[3]-/ يس: 82.