الاختلاف بين المسلمين من زمن أميرالمؤمنين عليه السلام، كما سبق بيانه.
و قد يقال: إنّ البحث حول مسألة تكلم الباري نشأ من تشكيكٍ أثارته
النصارى الذين كانوا في جهاز الحكومة الأموية، من أنّ عيسى بن مريم
كلمةاللَّه ألقاها إلى مريم، و أنّ كلمةاللَّه قديمة. فاستنتجوا من هذا البنيان
الباطل و الأساسالفاسد قِدَم عيسى عليه السلام، و لأجل ذلك قامت المعتزلة
لحَسم مادّة النزاع.[1]
و على أىِّ حال يحتاج إثبات ذلك إلى فحص و تتبّع في تاريخ ما جرى
بين المسلمين من البحث و الاختلاف في مسألة تكلّم الباري. و لا تليق
هذه المسألة إلى غور في الفحص و تفصيل في البحث في المقام؛ لقلّة
جدواها.
و قد ذكر بعض المحققين[2] وجوهاً أُخرى لتسمية علم الكلام بذلك،
و هي:
1- كون البحث عن أسماءاللَّه و صفاته في الحقيقة كلاماً في ذات
الباري و صفاته. فالتعبير بعلم الكلام بلحاظ إرادة معنى البحث من
الكلام.
2- لمّا أنكر جماعةٌ الخوض في العلوم العقلية و حرّموا التفكّر في اللَّه
[1] -/ الالهيات: للشيخ السبحاني، ج 1، ص 190.
[2] -/ نهاية المرام: ج 1، ص 8.