responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 449

ليس زمانياً حتى يقع في زمان خاص كعلم الانسان بالحوادث‌

المختصّة بأزمنة معيّنة: إذ القبلية و البعدية الزمانية و الأزمنة الثلاثة

عارضها باضافة الزمان إلى ما يقع فيه من الأمور. و لمّا كان الباري و

صفاته غير زمانية و لا مكانية، لا يتصور في حقه حال أو ماضٍ أو

مستقبل، بل علمه أزلي أبدي محيطٌ بالزمان متعالٍ عن الدخول تحت‌

أحد الأزمنة، ثابت أبد الدهر، و جميع الأشياء حاضرةٌ عنده في أوقاتها.

قال قدس سره: «إنّ علمه (تعالى‌) ليس زمانياً أي واقعاً في زمان كعلم أحدنا

بالحوادث المختصّة بأزمنة معيّنة، فإنّه واقع في زمان مخصوص. فما

حدث منها في ذلك الزمان كان واقعاً في الحال. و ما حدث قبله أو بعده‌

كان واقعاً في الماضي أو المستقبل. و أمّا علمه (تعالى‌) فلا اختصاص له‌

بزمان أصلًا، فلا يكون ثمّة حال و ماض و مستقبل. فإنّ هذه صفات‌

عارضة للزمان بالقياس إلى ما يختص بجزء منه؛ إذ الحال معناه زمان‌

حكمي هذا، و الماضي زمان قبل زمان حكمي، و المستقبل زمان هو بعد

زمان حكمي هذا. فمن كان علمه أزليّاً محيطاً بالزمان و غير محتاج في‌

وجوده إليه، و غير مختص بجزء معين من أجزائه، لا يتصوّر في حقّه‌

حال و لا ماض و لا مستقبل. فاللَّه سبحانه‌عالم بجميع الحوادث الجزئية و

أزمنتها الواقعة التي هي فيها، لا من حيث إنّ بعضها واقع في الآن و

بعضها في الماضي و بعضها في المستقبل، بل يعلمها علماً شاملًا

متعالياً عن الدخول تحت الأزمنة، ثابتاً أبد الدهر. و بعبارة أُخرى‌

اسم الکتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست