و عليه فاصابة الحق الواقع لمّا أخذ في معنى الحكمة، يَقرُبُ الوجهان
الأولأنّ إلى الأخيرين في المعنى. فإنّ الجامع بين الأربعة هو إصابة
الواقع و مطابقته».
و اتفقوا على أنّ الحق في مقابل الباطل إمّا بالتضاد، كما في الصحاح
أو بالتناقض، كما في المقائيس. قال في المفردات: «الباطل نقيض الحق و
هو ما لا ثبات له عند الفحص».
و عن أبي هلال أنّ الحق وقوع الشي في موقعه الذي هو أولى به. و
على أيّ حال يستفاد من مجموع كلمات أهل اللغة أنّ للحق معنيين،
أحدهما: وقوع الشي في موقعه الذي ينبغي له و يستحقه. ثانيهما: الثابت
المطابق للواقع الموجود بمقتضى الحكمة. و المعنى الأوّل أنسب
بالوقوع وصفاً للَّه (تعالى).