responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 304

من أن الأوّل (تعالى‌) لا يتكثر لاجل تكثر صفاته لأنّ كل واحدة من صفاته‌

إذا حققت تكون الصفة الاخرى بالقياس إليه، فيكون قدرته حيوته و

حيوته قدرته و تكونان واحدة، فهو حى من حيث هو قادر و قادر من‌

حيث هو حى و كذا في سائر صفاته- إلى أن قال- و إنّما علوّه و مجده و

تجمله و بهائه، بمبادى هذه الصفات التي هي عين ذاته الاحدية اى:

يكون ذاته (تعالى‌) في ذاته بحيث ينشأ منه هذه الصفات و ينبعث عنه هذه‌

الاضافات، و كما أن ذاته بذاته، مع كمال فردانيته و أحديته، يستحق هذه‌

الأسماء من العلم و القدرة و الحيوة من غير ان يتكثر و يتعدد حقيقة او

اعتباراً و حيثية؛ لأنّ حيثية الذات بعينها حيثية هذه الصفات كما قال‌

«ابوا نصر الفارابي»: وجود كله، وجوب كله، علم كله قدرة كله، حيوة

كله لا أن شيئاً منه علم و شيئاً آخر منه قدرة ليلزم التركيب في ذاته. و لا

أن شيئاً فيه علم و شيئاً آخر فيه قدرة ليلزم التكثر في صفاته‌

الحقيقية».[1]

و الحاصل: أنّ جميع صفاته الكمالية، بل السلبية ترجع إلى وجوده‌

الواجب الصِّرف المحض بالتحليل العقلي. و ذلك؛ لأنّ الوجود الواجب‌

المحض لا تتطرق إليه أيّة جهة سلبية عدمية، كما يرجع إليه جميع‌

شؤون الوجود و الكمال، بل هي كلّها عين الوجود المحض الصِّرف‌


[1] -/ الاسفار: ج 6، ص 120- 121.

اسم الکتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست