إن كان ثابتاً بالبرهان العقلي، إلّاأنّ الغرض في المقام التعرّف على
مسلك الأئمة عليهم السلام و منهجهم الاستدلالي في هذا المجال. و نذكر ههنا
نماذج من هذه النصوص المتواترة، و إلّافالبحث التفصيلي عن هذه
النصوص و احصائها خارج عن حدّ مثل هذا الكتاب.
و إليك نماذج من هذه النصوص مع بيانها على رعاية الايجاز.
1- ما رواه الصدوق باسناده عن يعقوب بن اسحاق قال: «كتبت إلى
أبي محمّد عليه السلام أسأله كيف يعبد العبد ربّه و هو لا يراه؟! فوقّع عليه السلام يا أبا يوسف
جلّ سيّدي و مولاي و المنعم عليّ و على آبائي أن يرى، قال: و سألته هل رأى
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ربّه؟ فوقّع عليه السلام إنّ اللَّه تبارك و تعالى أرى رسوله بقلبه من نور
عظمته ما أحبّ»[1].
بيانه: أنّ رسولاللَّه صلى الله عليه و آله لم ير اللَّه في المعراج كرؤية بعضنا بعضاً،
فانّه مستحيل عقلًا.
بل إنّما أراه اللَّه آياته الكبرى و آثار جلاله و جبروته في السماوات و
نور عظمته. و إنّما فهّمه و لقّنه ذلك كله بطريق قلبه الذي هو مركز فهم
الانسان و إدراكه. فلم تكن رؤية النبي صلى الله عليه و آله من قبيل رؤية العيون العاديّة
بل كان برؤية القلب و المكاشفة.
2- ما رواه بسنده الصحيح عن الامام الرضا عليه السلام قال: «قال رسول
[1] -/ التوحيد: ص 108.