إنّ المسيح جوهران اقنومان.
و قالت الملكانية: إنّ الاتحاد كان بالانسان الكلى دون المسيح.
و قال بعضهم: إنّ الاتحاد كان بأنْ أثرّت فيه الكلمة كما تؤثر الصورة
في المرآة من غير انتقال منها إليه»[1].
و يرى النصارى معتقدَهم من التعبُّديات الخارجة عن نطاق التحليل
العقلي و فوق حدّ الاستدلال و البرهنة العقلية. و يعتقدون أنّ مسألة
التثليث منطقة محرّمة على العقل. ومستندهم في ذلك إنّما هو الوحي و
يُسندونها إلى اللَّه أنّه تعالى قال: طبيعته غير محدودة و في عين الحال
تتألّف من ثلاثة أشخاص (الأب و الإبن و روح القدس). و إنّ هؤلاء
الثلاثة يشكّلون بأجمعهم الطبيعة الالهية غير المتناهية. و أنّه لا شركة
بينهم في الالوهية، بل كلّ واحدٍ منهم إلهٌ مستقلٌّ بذاته.
و إنّهم بهذا المسلك يعتبرون أنفسهم موحّدين. و يعبّرون عن
آلهتهم الثلاثة بالأقانيم الثلاثة، و يقولون: «الطبيعة الالهية تتألف من
ثلاثة أقانيم متساوية الجوهر، أي الاب و الابن و روح القدس، و الاب هو
خالق جميع الكائنات بواسطة الابن و الابن هو الفادي، و روح القدس هو
المطهر. و هذه الأقانيم الثلاثة مع ذلك، ذات رتبة واحدة و عمل
واحد»[2].
[1] مناهيج اليقين ص 223 224
[2] راجع الالهيات للمحق الشيخ السبحانى ج 2 ص 23