و على هذا
فاسم الجنس لا يدلّ بنفسه على الاطلاق، كما لا يدلّ على التقييد، و يحتاج إفادة
كلّ منهما الى دالّ؛ و الدال على التقييد خاص عادة، و أمّا الدال على الاطلاق فهو
قرينة عامة تسمى بقرينة الحكمة، على ما يأتي ان شاء اللّه تعالى.
التقابل
بين الاطلاق و التقييد:
عرفنا
انّ الماهية عند ملاحظتها من قبل الحاكم أو غيره، تارة تكون مطلقة، و اخرى مقيدة،
و هذان الوصفان متقابلان، غير ان الأعلام اختلفوا في تشخيص هوية هذا التقابل،
فهناك القول بأنه من تقابل التضاد، و هو مختار السيد الاستاذ[1]،
و قول آخر: بانه من تقابل العدم و الملكة، و قول ثالث بأنّه من تقابل التناقض؛ و
ذلك لأنّ الاطلاق إن كان هو مجرد عدم لحاظ وصف العلم وجودا و عدما، تمّ القول
الثالث.
و
إن كان عدم لحاظه حيث يمكن لحاظه، تمّ القول الثاني. و إن كان الاطلاق لحاظ رفض
القيد، تمّ القول الأول.
و
الفوارق بين هذه الاقوال تظهر فيما يلي:
1-
لا يمكن تصوّر حالة ثالثة غير الاطلاق و التقييد على القول الثالث، لاستحالة ارتفاع
النقيضين؛ و يمكن افتراضها على القولين الأولين، و تسمى بحالة الاهمال.
2-
يرتبط إمكان الاطلاق بامكان التقييد على القول الثاني، فلا يمكن الاطلاق في كلّ
حالة لا يمكن فيها التقييد. و مثال ذلك: انّ