من العقلاء
و من الشارع. فان اريد بالتمليك الذي يوجد بالكلام، الأوّل، فمن الواضح سبقه على
الكلام، و ان البائع بالكلام يبرز هذا الاعتبار القائم في نفسه، و ليس الكلام هو
الذي يخلق هذا الاعتبار في نفسه. و ان اريد الثاني أو الثالث، فهو و إن كان مترتبا
على الكلام، غير انّه انما يترتّب عليه بعد فرض استعماله في مدلوله التصوري و كشفه
عن مدلوله التصديقي، و لهذا لو أطلق الكلام بدون قصد أو كان هازلا، لم يترتّب عليه
أثر، فترتّب الأثر اذا ناتج عن استعمال «بعت» في معناها و ليس محقّقا لهذا
الاستعمال.
الثالث:
إنّ الجملتين مختلفتان في المدلول التصوري، حتى في حالة اتحاد لفظهما و دلالتهما
على نسبة واحدة، فإن الجملة الخبرية موضوعة لنسبة تامة منظورا اليها بما هي حقيقة
واقعة و شيء مفروغ عنه. و الجملة الانشائية موضوعة لنسبة تامة منظورا اليها بما
هي نسبة يراد تحقيقها، كما تقدم في الحلقة الاولى[1].
و
يمكن ان نفسّر على هذا الأساس إيجادية الجملة الانشائية، فليست هي بمعنى أنّ
استعمالها في معناها هو بنفسه إيجاد للمعنى باللفظ، بل بمعنى ان النسبة المبرزة
بالجملة الانشائية نسبة منظور اليها لا بما هي ناجزة، بل بما هي في طريق الانجاز و
الايجاد.
الثمرة:
قد
يقال: إنّ من ثمرات هذا البحث أنّ الحروف بالمعنى الاصولي