النكتة
النفسية قد لا تكون منطبقة إلّا على المدلول المطابقي للاصل، فلا يلزم من التعبد
به التعبد باللوازم.
كيفية
الاستدلال بالاستصحاب:
و
قد يتوهّم انّ النقطة السابقة تؤثر في كيفية الاستدلال بالاستصحاب و بالتالي في
كيفية علاج تعارضه مع سائر الأدلّة، فان افترضنا انّ الاستصحاب امارة و انّ
المعوّل فيه على كاشفية الحالة السابقة، كان الدليل هو الحالة السابقة على حدّ
دليلية خبر الثقة، و من هنا يجب أن تلحظ النسبة بين نفس الامارة الاستصحابية و ما
يعارضها من اصالة الحل مثلا، فيقدّم الاستصحاب بالاخصّية على دليل اصالة الحل، كما
وقع في كلام السيد بحر العلوم انسياقا مع هذا التصور.
و
ان افترضنا الاستصحاب أصلا عمليا و حكما تعبديا مجعولا في دليله فالمدرك حينئذ
لبقاء المتيقن عند الشك نفس ذلك الدليل لا أماريّة الحالة السابقة، و عند التعارض
بين الاستصحاب و اصالة الحل يجب أن تلحظ النسبة بين دليل الاستصحاب- و هو مفاد
رواية زرارة مثلا- و دليل اصالة الحل، و قد تكون النسبة حينئذ العموم من وجه.
و
هذا التوهّم باطل، فانّ ملاحظة نسبة الأخصّية و الأعمّية بين المتعارضين و تقديم
الأخص من شئون الكلام الصادر من متكلم واحد خاصة، حيث يكون الأخص قرينة على الأعم
بحسب أساليب المحاورة العرفية، و لما كانت حجية كل ظهور منوطة بعدم ثبوت القرينة
على خلافه كان الخبر المتكفل للكلام الأخص مثبتا لارتفاع الحجية عن ظهور الكلام
الأعم في العموم. و ليست الأخصية في غير مجال القرينية