responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 356

الاجمالي؟. فان كان صورة حاكية عن الجامع لا عن الحدود الشخصية رجعنا الى المبنى السابق. و إن كان صورة للحدّ الشخصي و لكنها مردّدة بحد ذاتها بين صورتين لحدّين شخصيين فهذا مستحيل، لأنّ الصورة وجود ذهني، و كل وجود متعين في صقع ثبوته، و تتعيّن الماهية تبعا لتعين الوجود، لأنّها حد له.

الثالث: ما ذهب اليه المحقق العراقي‌[1] من أنّ العلم الاجمالي يتعلق بالواقع، بمعنى انّ الصورة الذهنية المقوّمة للعلم و المتعلقة له بالذات لا تحكي عن مقدار الجامع من الخارج فقط، بل تحكي عن الفرد الواقعي بحدّه الشخصي، فالصورة شخصية و مطابقها شخصي و لكن الحكاية اجمالية، فهي من قبيل رؤيتك لشبح زيد من بعيد دون أن تتبيّن هويته، فانّ الرؤية هنا ليست رؤية للجامع بل للفرد، و لكنها رؤية غامضة.

و يمكن أن يبرهن على ذلك بأنّ العلم في موارد العلم الاجمالي لا يمكن أن يقف على الجامع بحدّه، لأنّ العالم يقطع بأنّ الجامع لا يوجد بحدّه في الخارج، و انما يوجد ضمن حد شخصي، فلا بدّ من إضافة شي‌ء الى دائرة المعلوم، فان كان هذا الشي‌ء جامعا و كليا عاد نفس الكلام حتى ننتهي الى العلم بحد شخصي. و لمّا كان التردّد في الصورة مستحيلا- كما تقدم- تعيّن أن يكون العلم متقوما بصورة شخصية معينة مطابقة للفرد الواقعي بحدّه، و لكن حكايتها عنه اجمالية.


[1] نهاية الافكار: القسم الثاني من الجزء الثالث ص 299.

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست