الاحتمالي
فباعثية التكليف و محركيته مولويا مع الشك معقولة أيضا، و ذلك لأنّه يحقّق موضوع
حقّ الطاعة. و إن لم يكن حقّ الطاعة شاملا للتكاليف المشكوكة فمن الواضح انّه ليس
من حقّ المولى أن يعاقب على مخالفتها، لأنّه ليس مولى بلحاظها، بلا حاجة الى هذه
البيانات و التفصيلات. و هكذا نجد مرّة اخرى انّ روح البحث يجب أن يتّجه الى تحديد
دائرة حقّ الطاعة.
و
ثانيا: إنّ التكليف الحقيقي الذي ادّعي كونه متقوما بالوصول، إن اراد به الجعل
الشرعي للوجوب مثلا الناشئ من ارادة ملزمة للفعل و مصلحة ملزمة فيه، فمن الواضح
انّ هذا محفوظ مع الشك أيضا، حتى لو قلنا بأنّه غير منجّز و انّ المكلف الشاك غير
ملزم بامتثاله عقلا، لأنّ شيئا من الجعل و الارادة و المصلحة لا يتوقف على الوصول.
و
ان اراد به ما كان مقرونا بداعي البعث و التحريك، فلنفترض انّ هذا غير معقول بدون
وصول، إلّا انّ ذلك لا ينهى البحث، لأنّ الشك في وجود جعل بمبادئه من الارادة و
المصلحة الملزمتين موجود على أي حال، حتى و لو لم يكن مقرونا بداعي البعث و
التحريك، و لا بدّ أن يلاحظ انه هل يكفي احتمال ذلك في التنجيز أولا؟ و عدم تسمية
ذلك بالتكليف الحقيقي مجرد اصطلاح و لا يغني عن بحث واقع الحال.
2-
مسلك حقّ الطاعة:
و
هكذا نصل الى المسلك الثاني و هو مسلك حقّ الطاعة المختار.
و
نحن نؤمن في هذا المسلك بأنّ المولوية الذاتية الثابتة للّه سبحانه و تعالى لا
تختص بالتكاليف المقطوعة بل تشمل مطلق التكاليف الواصلة و لو