اتّضح
ممّا تقدم انّ مرتبة الظهور التصوري متقوّمة بالوضع، و مرتبة الظهور التصديقي
بلحاظ الدلالة التصديقية الاولى و الدلالة التصديقية الثانية متقومة بعدم القرينة
المتصلة، لأنّ ظاهر حال المتكلم انّه يفيد مراده بشخص كلامه، فاذا كانت القرينة
متصلة دخلت في شخص الكلام و لم يكن ارادة ما تقتضيه منافيا للظهور الحالي. و أما
عدم القرينة المنفصلة فلا دخل له في اصل الظهور و ليس مقوّما له، و انّما هو شرط
في استمرار الحجية بالنسبة اليه.
و
من هنا يتضح وجه الخلط في كلمات جملة من الأكابر الموهمة لوجود ثلاث رتب من الظهور
كلها سابقة على الحجية، ككلام المحقّق النائيني- رحمه اللّه-[1]:
الاولى:
مرتبة الظهور التصوري.
الثانية:
مرتبة الظهور التصديقي على نحو يسوّغ لنا التأكيد على انه قال كذا، وفقا لهذا
الظهور.
الثالثة:
مرتبة الظهور التصديقي الكاشف عن مراده الواقعي على نحو يسوّغ لنا التأكيد على انه
أراد كذا، وفقا لهذه المرتبة من الظهور.
و
الاولى لا تتقوّم بعدم القرينة، و الثانية تتقوم بعدم القرينة المتصلة، و الثالثة
تتقوّم بعدم القرينة مطلقا و لو منفصلة. و الحجية حكم مترتّب على المرتبة الثالثة
من الظهور، فمتى وردت القرينة المنفصلة- فضلا عن