العالم،
فإنّ المولى في مقام الجعل يلاحظ طبيعي العالم و لا يلاحظ العلماء بما هم كثرة،
فبنظره الجعلي ليس لديه الّا موضوع واحد و حكم واحد، و لكن التكثّر يكون في مرحلة
المجعول. و قد ميّزنا سابقا بين الجعل و المجعول، و عرفنا انّ فعلية المجعول تابعة
لفعلية موضوعة خارجا، فيتكثّر وجوب الاكرام المجعول في المثال تبعا لتكثّر افراد
العالم في الخارج.
و
الخطاب الشرعي مفاده و مدلوله التصديقي، انما هو الجعل، أي الحكم على نحو القضية
الحقيقية، و ليس ناظرا الى فعلية المجعول. و هذا يعني انّ الشمولية و تكثّر الحكم
في موارد الاطلاق الشمولي انّما يكون في مرتبة غير المرتبة التي هي مفاد الدليل.
و
من هنا صحّ القول بأن السريان بمعنى تعدّد الحكم و تكثّره الثابت بقرينة الحكمة
ليس من شئون مدلول الكلام، بل هو من شئون عالم التحليل و المجعول.