قيل
بان لليهود و النصارى موقفين متضادين تجاه المرأة الحائض فكانت اليهود تبتعد عن
الحائض ابتعادا تاما حتى على مستوى المأكل و المشرب و المضجع على عكس النصارى حيث
كانوا يتعاملون مع الحائض كتعاملهم مع المرأة الطاهرة حتى من حيث الجماع.
و
أمّا عرب الجاهلية فقد سرت إليهم عادات اليهود و تقاليدهم فكان موقفهم يقرب من
موقف اليهود.
و
جاء الإسلام ليقف موقفا وسطا، فمنع من خصوص الجماع دون بقية الاستمتاعات الجنسية
فضلا عن مثل المؤاكلة و المجالسة في مأكل و مجلس واحد[2].
و
المفاد الإجمالي للآية الكريمة واضح، و هو انه يجب الاعتزال عن جماع النساء مدة
الحيض إلى ان يطهرن و آنذاك يجوز جماعهن.
و
الحيض يطلق بمعنى السيلان، يقال: حاض الماء بمعنى سال[3].
و
المحيض مصدر ميمي بمعنى الحيض. و احتمل الرازي كونه اسم مكان بمعنى موضع الحيض، و
إذا لم تكن كلمة «المحيض» المكررة مرتين في الآية الكريمة بمعنى موضع الحيض فلا
أقل من كون الثانية بالمعنى المذكور[4].
[1] البقرة: 222، و تكملتها إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ و سيأتي الحديث عنها بعد الآية رقم 6
في تسلسل آيات الأحكام تحت عنوان« رجحان الكون على الطهارة».