responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 88

* الآية 5:

وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ‌[1].

قيل بان لليهود و النصارى موقفين متضادين تجاه المرأة الحائض فكانت اليهود تبتعد عن الحائض ابتعادا تاما حتى على مستوى المأكل و المشرب و المضجع على عكس النصارى حيث كانوا يتعاملون مع الحائض كتعاملهم مع المرأة الطاهرة حتى من حيث الجماع.

و أمّا عرب الجاهلية فقد سرت إليهم عادات اليهود و تقاليدهم فكان موقفهم يقرب من موقف اليهود.

و جاء الإسلام ليقف موقفا وسطا، فمنع من خصوص الجماع دون بقية الاستمتاعات الجنسية فضلا عن مثل المؤاكلة و المجالسة في مأكل و مجلس واحد[2].

و المفاد الإجمالي للآية الكريمة واضح، و هو انه يجب الاعتزال عن جماع النساء مدة الحيض إلى ان يطهرن و آنذاك يجوز جماعهن.

و الحيض يطلق بمعنى السيلان، يقال: حاض الماء بمعنى سال‌[3].

و المحيض مصدر ميمي بمعنى الحيض. و احتمل الرازي كونه اسم مكان بمعنى موضع الحيض، و إذا لم تكن كلمة «المحيض» المكررة مرتين في الآية الكريمة بمعنى موضع الحيض فلا أقل من كون الثانية بالمعنى المذكور[4].


[1] البقرة: 222، و تكملتها إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ و سيأتي الحديث عنها بعد الآية رقم 6 في تسلسل آيات الأحكام تحت عنوان« رجحان الكون على الطهارة».

[2] تفسير الميزان 2: 212.

[3] المصباح المنير: 159.

[4] التفسير الكبير 3: 69.

اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست