و أمّا
العامّة فقد فسروا الكعبين بالعظمين الناتئين عن يمين الساق و شماله.
قال
الرازي: «مذهب جمهور الفقهاء ان الكعبين عبارة عن العظمين الناتئين من جانبي
الساق»[1].
و
قال الجصاص: «اختلف في الكعبين ما هما؟ فقال جمهور أصحابنا و سائر أهل العلم: هما
الناتئان بين مفصل القدم و الساق»[2].
و
قال القرطبي: «الجمهور على انهما العظمان الناتئان في جنبي الرجل»[3].
و
قد استدل على التفسير المذكور بما يلي:
1-
انه لو كان في كل رجل كعبان فتعبير الآية الكريمة بالكعبين يكون مناسبا، اما لو
كان في كل رجل كعب واحد فالمناسب التعبير ب «إلى الكعاب»، كما قال تعالى:
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما[4]
لمّا كان لكل واحدة قلب واحد، و قال تعالى: وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرافِقِ لمّا كان لكل يد مرفق واحد.
2-
ورد في حديث المحاربي: «رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في سوق ذي المجاز و
عليه جبة حمراء و هو يقول: يا أيّها الناس قولوا: لا إله إلّا اللّه تفلحوا و رجل
يتبعه و يرميه بالحجارة و قد أدمى عرقوبيه و كعبيه و هو يقول: يا أيّها الناس لا
تطيعوه فانه كذّاب فقلت: من هذا؟ فقالوا: ابن عبد المطلب، قلت: فمن هذا الذي يتبعه
و يرميه بالحجارة؟ قالوا: هذا عبد العزى أبو لهب»، و هو يدل على ان الكعب هو العظم
الناتئ في جنبي الساق لان الرمية إذا كانت من وراء الماشي فلا تصيب ظهر القدم.
3-
ورد في حديث النعمان بن بشير: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لتسوّونّ