تكون مجرورة
أو منصوبة، كما هو المثبت في الكتاب الكريم حسب قراءة حفص عن عاصم.
فعلى
قراءة الجر[1] تكون
الأرجل عطفا على الرؤوس، و يصير التقدير:
و
امسحوا برؤوسكم و امسحوا بأرجلكم.
و
على قراءة النصب تكون الأرجل عطفا على محل الرؤوس، فان محلها النصب باعتبار انها
مفعول به. و النتيجة واحدة على كلا التقديرين، و هي لزوم المسح.
و
إذا قيل: اللازم هو الغسل على كلتا القراءتين كما صار إلى ذلك غيرنا.
أمّا
على قراءة الجر فلانها- أرجلكم- في الأصل عطف على «الأيدي» فتكون منصوبة و يلزم
غسلها- بناء على هذا- كما يلزم غسل الأيدي و انما جرت من باب الاتباع، نظير قولهم:
«جحر ضب خرب»، فان المناسب «خرب» بالرفع لانه خبر «جحر» و انما جر للإتباع لكلمة
«ضب». و هكذا الحال في كلمة «أرجلكم» فان المناسب نصبها و انما جرت إتباعا لكلمة
«برؤوسكم».
و
أمّا على قراءة النصب فلانها- أرجلكم- عطف على «أيديكم» أيضا فيجب غسلها كما يجب
غسل الأيدي، و التقدير: و اغسلوا أيديكم و أرجلكم، أو يفترض انه منصوب بعامل مقدر،
كما في مثل: «علفتها تبنا و ماء باردا»، فان «ماء» منصوب بفعل مقدر، أي: و سقيتها
ماء باردا، و في المقام كلمة «أرجلكم» منصوبة بفعل مقدر، أي: امسحوا رؤوسكم و اغسلوا
أرجلكم.
قلنا:
ان في ما ذكر مخالفة واضحة للظهور لا يمكن المصير إليها من
[1] و هي القراءة التي دلّت عليها بعض نصوص أهل البيت
عليهم السّلام، ففي حديث غالب بن الهذيل:« سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول
اللّه عز و جل وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ على
الخفض هي أم على النصب؟ قال: بل هي على الخفض». وسائل الشيعة 1: 295، الباب 25 من
أبواب الوضوء، الحديث 10.