في الكتاب الكريم من حيث التركيب‌[1]. و ما ذكرناه هو أحد الاحتمالات فيها.

و سواء كانت الآية الكريمة أعقد آية في الكتاب الكريم أم لا فذلك لا يؤثّر على ما يراد استفادته منها فانها واضحة فيما استفدناه من الأحكام المتقدمة.

5- جزاء الصيد، فان المحرم لا يجوز له حالة إحرامه قتل الصيد، و لو فعل ذلك متعمّدا فعليه جزاء مثل ما قتل من النعم. و لكن كيف تثبت المماثلة؟ تثبت من خلال شهادة شاهدين عادلين. و قد ورد ذلك في:

* قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ‌[2].

و هناك كلام في المقصود من المماثلة، فهل هي المماثلة في الحجم- فمن قتل نعامة فعليه بدنة مثلا- أو هي المماثلة في القيمة؟ المعروف بين الفقهاء الأول، بل قد يستفاد ذلك من بعض الروايات كصحيحة حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «قول اللّه عز و جل: فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ‌ قال: في النعامة بدنة، و في حمار وحش بقرة، و في الظبي شاة، و في البقرة بقرة»[3].

هذا كله على تقدير تفسير ذَوا عَدْلٍ‌ بالشاهدين من أهل الخبرة. و أمّا على تقدير تفسيره بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و من بعده الإمام عليه السّلام كما وردت الإشارة إليه في بعض الروايات‌[4] و ان المناسب «ذو» بحذف الألف و لكن الكتّاب و النسّاخ للكتاب الكريم قد اشتبهوا فوضعوا الألف بعد الواو، فالآية تكون أجنبية عن‌

[1] تفسير الميزان 7: 197. و نقل في التفسير الأمثل 4: 169 ذلك عن الطبرسي بدلا من الزجاج.

[2] المائدة: 95، و قد ذكرناها برقم 50 في تسلسل آيات الأحكام.

[3] وسائل الشيعة 19: 181، الباب 1 من أبواب كفارات الصيد، الحديث 1.

[4] كما في صحيحة إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:« سألته عن قول اللّه عز و جل ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ قال: العدل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الإمام من بعده، ثم قال: هذا ما أخطأت به الكتّاب». الكافي 4: 396، الحديث 3.