اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 479
تشترك
الآيتان الكريمتان في الدلالة على ان الحاكم متى ما أراد الحكم بين الناس فيلزم ان
يكون حكمه بالحقّ و العدل.
و
هل يمكن ان يستفاد منهما وجوب القضاء و التصدّي له في مثل زماننا؟
كلا.
أمّا
الآية الثانية فعدم دلالتها على الوجوب واضحة.
و
أمّا الآية الأولى فلاحتمال اختصاص وجوب الحكم بين الناس بخصوص داود عليه السّلام
من دون عمومية لغيره باعتبار انه نبي و خليفة اللّه في الأرض.
و
الأوجه ان يستدلّ عليه بالوجهين التاليين:
1-
ان حفظ النظام واجب، و هو يتوقّف على القضاء و التصدّي له فيكون واجبا أيضا.
2-
ان تحقيق المعروف و الانتهاء عن المنكر واجب، و ذلك لا يتمّ إلّا بالقضاء بين
الناس فيكون واجبا.
و
بالجملة لا تمكن استفادة وجوب التصدّي للقضاء في مثل زماننا من الآيتين الكريمتين،
و انما تمكن الاستفادة منهما أو من خصوص الآية الثانية في مجالات أخرى، من قبيل:
أ-
إثبات جواز حكم القاضي بعلمه، حيث ان ذلك مصداق للحكم بالعدل و الحقّ، فالقاضي لو
علم ان هذا زان مثلا و حكم بزناه و ثبوت الحدّ عليه كان ذلك حكما بالحقّ و العدل.
و قد وقع الخلاف بين الفقهاء في جواز استناد القاضي إلى علمه في مقام القضاء. و
الآيتان الكريمتان قد يتمسّك بهما لإثبات جواز ذلك.
ب-
إثبات مشروعية قاضي التراضي، حيث تدلّ الآية الثانية على نفوذ الحكم بالعدل حتى لو
كان صادرا من غير المجتهد المنصوب شرعا و ما ذاك إلّا
اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 479