القضاء و الفتوى‌

القضاء هو الحكم بين المتخاصمين لرفع الخصومة.

و يختلف القضاء عن الفتوى في ان الثاني بيان للأحكام الكليّة بحسب ما يؤدّي إليه نظر المجتهد بخلاف الأول فانه تطبيق لتلك الأحكام الكلّية على الوقائع الخاصة، فالقضاء على هذا يكون في طول الفتوى و متفرّعا عليها.

و يضاف إلى ذلك ان الفتوى لا تكون حجّة إلّا في حقّ مقلّدي المفتي بخلاف القضاء فانه نافذ في حقّ الجميع.

و هناك فرق ثالث، و هو ان نظر المجتهد في الفتوى يكون محكّما في بيان الأحكام الكلّية دون تطبيقها على مصاديقها فان ذلك وظيفة المقلّد دون المجتهد، و هذا بخلافه في القضاء فان التطبيق راجع إلى القاضي بل ذلك هو وظيفته.

و يجدر الالتفات إلى ان القضاء منصب جليل فانه منصب الأنبياء يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ‌[1]، بل هو منصب أشرف الخلق‌

[1] ص: 26.